ومِنهم مَن ترَى السُّنَنَ فيه كَخَرَزاتِ اللّؤْلُؤِ المَعْقود .. يَبْرُقُ ويَلْمَعُ حتّى يتَلَأْلَأَ بهِ القَريبُ والبَعيد ..
ترَى في استِقْبالِك له واستِشْرافِك لِصَفْحة وَجْهِه .. سُنّة
فِي بَسْمَتِهِ ارتَسَمَتْ سُنّة
في قُعودِهِ وجِلْسَتِهِ سُنّة
قِيامًا سُنّة .. هُنْدامٌ مُنَمَّقٌ .. ورِداءٌ مُعَطَّر
تَكْفيكَ رُؤْيَتُه لِتستسلِمَ لَه روحُك .. وتُلْقِي رَحْلَها عِندَه
تشْعُر بِالأريحِيّةِ والاطْمِئْنانِ .. كَأنّ مَلاذَكَ قُرْبَه
فَقَط .. سَمْتٌ جَميلٌ وهُدوءٌ وسَكِينَة
فِي رَفْعِهِ ..سُنّة، وفي مُكْثِهِ هُنَيْهة .. سُنّة،
حتّى في أُصْبُعِه .. سُنّة، قد تَخَتّمَ ولِخاتَمِه جَمالٌ خاصٌّ .. ليس بَرّاقًا أو لَامِعًا .. لَكنْ لَه جَمالٌ لسْتُ أدْريهِ؛ رُبّما لَأنّ هذا الجَميلَ-الرّجُل- قد أعارَهُ بَعضًا مِن جَمالِه ..
خُلاصَةُ الأمْر .. لقد نظَرْتُ لي ولَه، فَلَم أعْرِفْ أيّ سُنّة فاتَها هُوَ ..!!
أو أيّ سُنّة قد لَحِقْتُها أنا ..!!
لقد تَشرَّبَ النّبُوّةَ حتّى ارتَوَى فَفاضَتْ عليه أنْوارًا بَرّاقةً تَخْطِفُ اللِّحاظَ -أحْسَبُه واللهُ حَسِيبُه- ..
في الخِتام .. يُؤِسِفُني أنّي لم أتَذَكَّرْ وَجْهَهُ جَيِّدًا لِعدَمِ اسْتِغْراقِي لِلنّظَرِ له .. حتّى لا أُحْرِجَهُ أدَبًا أو أُحْرِجَ نَفْسِي ذَمًّا وَكَدَرا.
تعليقات
إرسال تعليق