التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصيدة "رؤيا" || د.عائشة عبد الرحمن



هل تُرانا نلتقي؟!

رؤيا 



طيف من أحببتُه طاف بنا
فتنبَّهْنا على وقع خطاه 

..

خلتُه قد آب من رحلته
مرهفَ الشوق وقد طال سُراه

..

بعد يأس من رجاء الملتقى
بلغ البين بنا أقسى مداه 

..

فطوانا الليل في كهف الأسى
نحتسي الوحشة من كأس دجاه
..
شَدْوُنا نَوحُ غرابٍ ناعق
والندامى اليوم من قاع فلاه
..
جثمتْ في الكهف لا تبرحُه
واطمأنتْ بعد أن سَدَّت كواه 

..

وانكفأنا في غيابات الدجى
تغزل الظلمة خيطا لا نراه 

..

ونسجنا منه أكفانا لنا
حين لم يبق لنا خيط سواه 

..

وانزوينا في مهاوي كهفنا
عافنا الموت وعافتنا الحياة

***

لم نكن نمنا ولكن غفوة
من كلال نال منا منتهاه

..

هجع السمار فيها برهة
وغفا الناعق يجتر صداه 



*** 



فجأة نبَّهَنا من غفونا
رَجْعُ إيقاع أليف من خطاه
..
وتهادتْ نحونا أنفاسُه
تحمل البشرى لنا عطرَ شذاه
..
ردتِ الروحَ إلى أشلائنا
وسرى في قلبنا نبضَ حياة
..
فاستبقْنا البابَ لاستقباله
وعلى الأفق شعاع من سناه
..
لمحة من ناظرَيه بدلت
ما كسانا الليل من ثوب عماه
..
لمسة ساحرة من كفه
عاد منها الكهف محراب صلاة

***

قلت: أشكو من تباريح النوى!
قال: لا، ليس ذا وقت الشكاة
..
حسبُنا أنَّا التقينا فاغفري
لزمان البين ما اغتالت يداه
..
قلت: أخشى ما طوى من غدره
ليت ما ذقناه منه قد كفاه
..
قال: خلي هم أمس وغد
أمس قد ولى ولم تأت الغداة
..
قلت: لا أدري أحلم ما أرى
أم بُعِثْنا
وانتهى الصوت وتاه
..
وصحَونا، فإذا تلك رؤى
بعثرتها الريح في تيه الفلاة
..
وإذا نحن كما كنا هنا
في قرار الكهف لم تُفتَح كُواه
..
نلعق المر ونقتات الجوى
عافنا الموت وعافتنا الحياة
.
.
.
.
.

بل كانت اللقيا على أرض السراب.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دورات وفيديوهات م.أيمن عبد الرحيم -فرَّج الله عنه- على يوتيوب

لا يكاد مطلع على نتاج م.أيمن عبد الرحيم من جهد في سبيل إيقاظ بواعث الأمة بصوته وكلماته وندواته - أن يخطيء التعلق به وبتلك الشخصية التي صارت جموع من الشباب تهفو أن تخطو خلفها علها تصل ولا تضل.. لا نملك من الكلمات التي تفي وتعطي هذا الرجل حقه، ولكننا في نهاية الأمر نلجأ إلى الله أن يفرِّج ما به، ولعل ما أصابه امتحان كان ولا بد أن يمر به، فجزاه الله عنا كل خير ويسر له المرور من هذا المصاب، اللهم آمين. وقد قدر للأستاذ أحمد ياسر أن يجمع نتاج م.أيمن المنشور على يوتيوب في مقالة واحدة، فجزاه الله خيرًا. سنضع ما نشره، وفي النهاية سنضع لينك المنشور الأصلي له، ومجموعة على فيس بوك معنية بمناقشة محاضراته وتيسير الوصول إليها لمن يحب. وهذه هي قائمة محاضراته: تجميعة لكل الفيديوهات الموجودة لـ م. أيمن على اليوتيوب ..  ====== أ) شيخ العمود  ============== 1- دورة " البيت المسلم " . الرابط :  https://www.youtube.com/ playlist?list=PL2-FkZlJhxqV XZO1c6gKgsAdiet0zcOAO ======= 2- تأسيس وعي المسلم المعاصر | خريف 2013 | الرابط :  https://www.youtube.com/ playlist?list=PL2-FkZlJhxqU w

جمهرة أعمال م.أيمن عبد الرحيم -فرَّج الله عنه- || م.عبد الله الريان

في ظل ما نعايشه من أحوال لا تخفى على أحد، حتى يتيه الإنسان في نفسه لا يدري إلى أين الطريق، طرق تتزين وتتراءى، على رأس كل طريق داعٍ إليه يزين اللفظ حتى يشدك إليه يقول :"هذا هو الطريق؛ فتعالَ" وما تكاد قدمك تطؤه حتى ترى في نفسك شيئا ينثر في داخلك الخوف ويقول: "هذا طريق جيد، ولكن ربما ليس هو الطريق"! م.أيمن عبد الرحيم علامة فارقة في وعي كثير من الشباب الناشيء الذين يبحثون عن الطريق، دليل إلى فكر متسع، ووعي مستنير. رجل موسوعي تطرق إلى علوم شتى وأخذ من الفنون والعلوم ما يدهشك، ويجعلك تتساءل: "متى درستَ كل تلك العلوم، سيدي؟" ليجعلك تبصر حقيقة السعي وحقيقة أنفسنا، رجل حمل هم إيقاظ الناس، ففتح الله عليه قلوبًا أحبته ترى فيه رمزا لما يجب على المسلم أن يكونه.. فرَّج الله عنه اللهم آمين. هذا كتاب يضم جل ما نشر م.أيمن، من مقالات ودورات وإحالات وترشيحات.. فيه جهد كبير جزى الله من قام على جمعه خير الجزاء. لتحميل الكتاب: يُرجَى الضغط على هذا  الرابط .

قصيدة "حِيلةُ مِرآتِها" || الرسالة الثالثة من "رسائل الأحزان" للرافعي

حسناءُ خالقُها أتم جمالَها ............... سألتْه معجزة الهوى فأنالها  لما حباها الله جل جلاله ................... بالحسن منفردا أجل جلالَها  تُضني المحب كأنما أجفانها ............... ألقت عليه فُتورها وملالَها  هيفاء قد حسب النسيم قوامها ....... غُصنا، فإن خطر النسيم أمالها  سيّالةُ الأعطافِ أين ترنحت .............. تُطلق لكهربةِ الهوى سيّالها  طلبوا لها شبها يضيء ضياءها ......... لهوى النواظر أو يدل دلالها  أما السماء فجلت عليهم بدرها ..... والأرض قد عرضت لذاك غزالها  لكنها نظرت فأخجلت الظبا ................... وتلفتت للبدر فاستحيا لها  هم يطلبون مثالها فليرقبوا .................. مِرآتها يجدوا هناك مِثالها  *** مرآة فاتنةِ النفوس وصفحةٌ ..................... تتلو بها أرواحُنا آمالها  لما عجزنا أن نفصل وصفها ................. جمعت لنا مرآتها إجمالها  واهًا لمرآةِ البخيلة لو رثت ............. يومًا فأهدت في الجفاء خيالها  تتلألأ الضحكاتُ في جنباتها ......... فتخالُ ضوء الشمس هزّ صِقالها  من ثغرها؛ من منبع النور الذي ............ نبعت بهِ ضحِكاتُ