التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"أوْ أشَدّ" - [مِن وَحْي الغَيْبَة (3)]


ضلالات في ثياب نقية تلك خدعة تلتف حول عقول كثيرين يُخدَع بها مَن اتبع هواه.. وقيل فيمن ضل واتبع رأيه دون الحق: إن أحدهم من الممكن أن يَظهَر لهم أمارات وعلامات يرونها دليلًا على ما هم بصدده من طريق يرونه خير الطرق وهو بالأساس ضلال شد سُوقَهم وأوغلت فيه أقدامُهم.. وما تلك الأمارات إلا ألاعيب الشيطان يوهمهم بها.. فالسيبل إذًا اتباع الحق ومخالفة الهوى.. وذلك الهدى؛ فاتبعْ..

من سوء ما قد يَجِدّ على القلوب هو قسوتها، فتلك المضرة التي تزحف فوق شغاف القلب وتتطرق إليه ببطء فإذا صاحبها مُفتَّح العينين تحسبه متيقظًا وهو راقد في سبات عميق لا يدري بما يحل بقلبه ولا يتحسسه من حين لآخر.. فوقع الخطب به.
ومن عظيم ما جد.. أن الأمر قد يتطور بصورة سريعة ولا تملك إلا أن تكون مشاهدا ولا تملك من أمر قلبك شيئا.. فَرُبّ حين قد تتفقد قلبك -بلا قصد- فتحس جمودا لم تعهده فإذا بقعة من قلبك قد زحفت إليها القسوة وأجدبت مواضعها فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وإذا بكاؤك لا ينزل ثخينا حارا على وجنتيك وإذا به يخرج باردا كأنك اصطنعته.. وتتابع عليك أمارات قسوته وأنت عمٍ عنها.. وإذا ذا عزيز يعز عليك فقده قد توفاه الله.. فلا تجد من نفسك ذاك الحزن الذي ينبغي أن يكون لمثله.. وإذا زحف جديد قد حل بك وأنت عافل عنه فتُسرِع بتلمس قلبك.. وتشاهد اتساع الغشاوة عليه.. وتمر فترة خلف أخرى وأنت تشاهد وتتلمس مكان الجدب من قلبك.. حتى يصل بك الأمر أن تشعر بهذا الزحف شعورا لا تخطئه وتحس به وتسمع صوت تحجر قلبك داخلك ولا تشعر بإحساس الفقد أو الحزن.. فقط ما تملكه أن تتذكر ما كان عليه حالك قبل هذا الزحف من القساوة على قلبك.. تسمع من حين لآخر صدًى رقيق داخلك مسموع واهن، يَضعُف مع الزمن.. ذاك استنجاد ما لمْ تنلْه القسوة بعد من قلبك.. تسترجيك أن تفيق من غفلتك

"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)" [سورة الحديد].

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دورات وفيديوهات م.أيمن عبد الرحيم -فرَّج الله عنه- على يوتيوب

لا يكاد مطلع على نتاج م.أيمن عبد الرحيم من جهد في سبيل إيقاظ بواعث الأمة بصوته وكلماته وندواته - أن يخطيء التعلق به وبتلك الشخصية التي صارت جموع من الشباب تهفو أن تخطو خلفها علها تصل ولا تضل.. لا نملك من الكلمات التي تفي وتعطي هذا الرجل حقه، ولكننا في نهاية الأمر نلجأ إلى الله أن يفرِّج ما به، ولعل ما أصابه امتحان كان ولا بد أن يمر به، فجزاه الله عنا كل خير ويسر له المرور من هذا المصاب، اللهم آمين. وقد قدر للأستاذ أحمد ياسر أن يجمع نتاج م.أيمن المنشور على يوتيوب في مقالة واحدة، فجزاه الله خيرًا. سنضع ما نشره، وفي النهاية سنضع لينك المنشور الأصلي له، ومجموعة على فيس بوك معنية بمناقشة محاضراته وتيسير الوصول إليها لمن يحب. وهذه هي قائمة محاضراته: تجميعة لكل الفيديوهات الموجودة لـ م. أيمن على اليوتيوب ..  ====== أ) شيخ العمود  ============== 1- دورة " البيت المسلم " . الرابط :  https://www.youtube.com/ playlist?list=PL2-FkZlJhxqV XZO1c6gKgsAdiet0zcOAO ======= 2- تأسيس وعي المسلم المعاصر | خريف 2013 | الرابط :  https://www.youtube.com/ playlist?list=PL2-FkZlJhxqU w

جمهرة أعمال م.أيمن عبد الرحيم -فرَّج الله عنه- || م.عبد الله الريان

في ظل ما نعايشه من أحوال لا تخفى على أحد، حتى يتيه الإنسان في نفسه لا يدري إلى أين الطريق، طرق تتزين وتتراءى، على رأس كل طريق داعٍ إليه يزين اللفظ حتى يشدك إليه يقول :"هذا هو الطريق؛ فتعالَ" وما تكاد قدمك تطؤه حتى ترى في نفسك شيئا ينثر في داخلك الخوف ويقول: "هذا طريق جيد، ولكن ربما ليس هو الطريق"! م.أيمن عبد الرحيم علامة فارقة في وعي كثير من الشباب الناشيء الذين يبحثون عن الطريق، دليل إلى فكر متسع، ووعي مستنير. رجل موسوعي تطرق إلى علوم شتى وأخذ من الفنون والعلوم ما يدهشك، ويجعلك تتساءل: "متى درستَ كل تلك العلوم، سيدي؟" ليجعلك تبصر حقيقة السعي وحقيقة أنفسنا، رجل حمل هم إيقاظ الناس، ففتح الله عليه قلوبًا أحبته ترى فيه رمزا لما يجب على المسلم أن يكونه.. فرَّج الله عنه اللهم آمين. هذا كتاب يضم جل ما نشر م.أيمن، من مقالات ودورات وإحالات وترشيحات.. فيه جهد كبير جزى الله من قام على جمعه خير الجزاء. لتحميل الكتاب: يُرجَى الضغط على هذا  الرابط .

قصيدة "حِيلةُ مِرآتِها" || الرسالة الثالثة من "رسائل الأحزان" للرافعي

حسناءُ خالقُها أتم جمالَها ............... سألتْه معجزة الهوى فأنالها  لما حباها الله جل جلاله ................... بالحسن منفردا أجل جلالَها  تُضني المحب كأنما أجفانها ............... ألقت عليه فُتورها وملالَها  هيفاء قد حسب النسيم قوامها ....... غُصنا، فإن خطر النسيم أمالها  سيّالةُ الأعطافِ أين ترنحت .............. تُطلق لكهربةِ الهوى سيّالها  طلبوا لها شبها يضيء ضياءها ......... لهوى النواظر أو يدل دلالها  أما السماء فجلت عليهم بدرها ..... والأرض قد عرضت لذاك غزالها  لكنها نظرت فأخجلت الظبا ................... وتلفتت للبدر فاستحيا لها  هم يطلبون مثالها فليرقبوا .................. مِرآتها يجدوا هناك مِثالها  *** مرآة فاتنةِ النفوس وصفحةٌ ..................... تتلو بها أرواحُنا آمالها  لما عجزنا أن نفصل وصفها ................. جمعت لنا مرآتها إجمالها  واهًا لمرآةِ البخيلة لو رثت ............. يومًا فأهدت في الجفاء خيالها  تتلألأ الضحكاتُ في جنباتها ......... فتخالُ ضوء الشمس هزّ صِقالها  من ثغرها؛ من منبع النور الذي ............ نبعت بهِ ضحِكاتُ