ضلالات في ثياب نقية تلك خدعة تلتف حول عقول كثيرين يُخدَع بها مَن اتبع هواه.. وقيل فيمن ضل واتبع رأيه دون الحق: إن أحدهم من الممكن أن يَظهَر لهم أمارات وعلامات يرونها دليلًا على ما هم بصدده من طريق يرونه خير الطرق وهو بالأساس ضلال شد سُوقَهم وأوغلت فيه أقدامُهم.. وما تلك الأمارات إلا ألاعيب الشيطان يوهمهم بها.. فالسيبل إذًا اتباع الحق ومخالفة الهوى.. وذلك الهدى؛ فاتبعْ..
من سوء ما قد يَجِدّ على القلوب هو قسوتها، فتلك المضرة التي تزحف فوق شغاف القلب وتتطرق إليه ببطء فإذا صاحبها مُفتَّح العينين تحسبه متيقظًا وهو راقد في سبات عميق لا يدري بما يحل بقلبه ولا يتحسسه من حين لآخر.. فوقع الخطب به.
ومن عظيم ما جد.. أن الأمر قد يتطور بصورة سريعة ولا تملك إلا أن تكون مشاهدا ولا تملك من أمر قلبك شيئا.. فَرُبّ حين قد تتفقد قلبك -بلا قصد- فتحس جمودا لم تعهده فإذا بقعة من قلبك قد زحفت إليها القسوة وأجدبت مواضعها فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وإذا بكاؤك لا ينزل ثخينا حارا على وجنتيك وإذا به يخرج باردا كأنك اصطنعته.. وتتابع عليك أمارات قسوته وأنت عمٍ عنها.. وإذا ذا عزيز يعز عليك فقده قد توفاه الله.. فلا تجد من نفسك ذاك الحزن الذي ينبغي أن يكون لمثله.. وإذا زحف جديد قد حل بك وأنت عافل عنه فتُسرِع بتلمس قلبك.. وتشاهد اتساع الغشاوة عليه.. وتمر فترة خلف أخرى وأنت تشاهد وتتلمس مكان الجدب من قلبك.. حتى يصل بك الأمر أن تشعر بهذا الزحف شعورا لا تخطئه وتحس به وتسمع صوت تحجر قلبك داخلك ولا تشعر بإحساس الفقد أو الحزن.. فقط ما تملكه أن تتذكر ما كان عليه حالك قبل هذا الزحف من القساوة على قلبك.. تسمع من حين لآخر صدًى رقيق داخلك مسموع واهن، يَضعُف مع الزمن.. ذاك استنجاد ما لمْ تنلْه القسوة بعد من قلبك.. تسترجيك أن تفيق من غفلتك
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)" [سورة الحديد].
تعليقات
إرسال تعليق