حري بكل نفس مؤمنة أن تُبصِر ما ينفعها ولا تلتفت إلى ما يُوجِب عليها الحزن والألم عند مَرْءاتِه.. فلا داعي من أحزان وآلالام لا نفع منها سوى الألم فالألم والألم..
أما نفسي.. فإنها وجدتْ في الحزن معنًى جميلا يملأ ما فيها من فراغ ويَحوطها بشيء من غطاء الحزن سميك كأن ذلك الحزن يحميها من آثار البشر عليها فهي وإن كانت بينهم تعيش بين ظهرانيهم إلا إنها في الحقيقة لا تُبصِر منهم أحدا إلا مَن تألم مثل تألمها يجتمعان ليتشاركا آلامهما وأحزانهما.. وإن كانت نفسي لم تجد تلك النفس الخالصة لها إلى الآن.. ولا تريد أن تجدها.. فهي رَضِيَتْ بهذا الأمر واكتفَتْ بما هي عليه..
لقد وجدتُ في الحزن شيئا يحتويني فليست كل النفوس مثل نفسي تشتهي الحزن وتجد فيه تَصَبُّرِها.. فجدير بتلك النفس المؤمنة أن ترى في كل شيء ما ينفعها لا ما ينفع غيرها.. فلا يليق بقلوب البعض لمسة الحزن.. فقد تحرقها وتحرق ما فيها من جمال.. أما الحزن فإنه يلذعني وأتلمس فيه أثر التطهير مما لحق بنفسي.. كفتنة النار للذهب.. تنقيه وتظهر أحسنه..
فكل نفس أدرى بما ينفعها.. وما لا ينفعها.. فلا يليق بمَن يفتح على نفسه أبواب الحزن ويطرقها طرقا بعد طرق أن ينتظر أن تأتيه رياح السعادة تكتنفه وتحتويه..
تعليقات
إرسال تعليق