السبت:
27 صفر 1441 ه
26 أكتوبر 2019 م
ولوجودها أثر.. لا يخفى على جزء من كِياني بل لو حاولتُ أن أكذب فيه لَصدقَته جوارحي ولَعقد قلبي المواثيق والأيمان على صدقه.
لوجودها -على بعدها- حين كانت موجودة.. كانت الحياة يسيرة، جِدّ يسيرة، بل كانت تبتسم لي أسارير القادم وتزدهر.. فما أكون على أمري إلا في سرور مرتقبا كل خير، كنتُ مقبلا -على قلة ذات اليد- على الحياة أناجز تلك الحياة، وأسترق ابتسامات منها لتزودني فيما أقبل عليه، فلم أكن خوارا وإن كان في مرآي ضعف!
في وجودها.. كنت لا أخشى لحظة إقدامي إليها أتلمس يدا عند أبيها علني أنالها، بل كنتُ أرسم هذه اللحظات بثغر باسم وألونها بفرشات زاهية وأضيف وأنظر حتى تكون في عيني كأبهى منظر امتلأت به نفسي ورجوتُ أن أكون فيه وقلتُ: "لعله قريب"، وأستعذب تلك اللحظات، لكنها لم تأتِ، ولعلها لن..
هذه اللحظات الرقيقة كانت في وجودها، واستذكارها سلوى روحى الذي تنتشلني من عذاب وتقول: "إن غدك لقريب؛ لتكون بقربها فلا تأسَ على شقائك، وامضِ حتى تصل"، لكن عندما حدث ما حدث وليته حل بنا، حاولت استحضار هذه اللحظات بغير تجسيد لغيرها بل كنت وحيدا في المشهد، فوجدته عسيرا جدا عليّ، بل على الحقيقة لم أستطع أن أجد القوة لأتقدم لأي أخرى حتى في مخيلتي، وجدتُني ضعيفا في نفسي، ماذا أقول! ومَن يقبلني على أي شيء يقبلني؟ وجدتُ قوتي منها وفيها، وعلمتُ أن لوجودها سحرا عليَّ، لن أستطيعه أبدا ما حييت.. فمَن ذاق سحرها، وآثارها في نفسه ورأى عملها فيه؛ لن يخطئ أثرها، وها أنا قد ذقتُ، وعلمتُ أني وحيد دونها.. وإن طاف بي طيف قوة فهو غير ذاك الذي كان منها بل لا يشبهه، بل هو محض طيف مار، وسيخفت بعد حين!
..
لوجودها عظيم الأثر.. وفقدانها لعظيم خطر..
رحمكِ الله ورضي عنكِ وأسعدكِ أينما حللتِ وكنتِ، والسلام على روحكِ، والسعادة على قلبكِ.
تعليقات
إرسال تعليق