ومَن قال لك أن بداية الطريق سهلة! ومَن أخبرك بيسر سيرك فيها! ومَن أعلمك بسلاسة الطريق!
خدعوك! أم انخدعت لهم! أم خدعت نفسك!
يا حبيب..
هذي طريق صعبة، مَن يسلكها يعلم أنه ترك هواه عند أول عتباتها، يعلم أنه سيلاقي ما يلاقي ليُعلَم ما فيه من صدق؛ فيُكمِل ما بدأ ويُنقَّى ويَرقَى، أم يعود أدراجه إلى ما كان عليه.
يا حبيب..
مَن قال لك أنك ستستلذ بشهواتك وملذاتك كما كنت قبل! مَن قال لك أنك ستسيغ أكل كل ما رغبت وشرب كل ما اشتهيت! هذي طريق بدايتها شديدة على من انغمست روحه في ملذاتها.
ربما لن تجد لك أنيسَ طريق ولا صاحبا رفيقا، ربما ستجدك وحدك، حتى نفسك ربما ستتبرأ منها ومن فعالها المشينة.
ولكن لأصدقك، لن تدوم وحشتك، ستكون صعبة، وما إن تثبت قدمك فيها ويُعلَم منك الصدق حتى تبدأ روحك في الترقي في مدارج المحبة لمليكك ومولاك.
ستعلم سوء ما كنت فيه من ضياع، وخير ما أنت فيه من محبة، ستندم -ربما- بما ضيعت، لكنك -حتما- ستفرح بما لقيت وما حباك ربك إياه من قرب.
يا حبيب..
لن أخدعك مثلما خدعوك، عرضت الأمر عليك بمشاقّه ومتاعبه ومحابّه ولألائه الذي سيبرق فيك.
أنت أدرى بما لقيت، أنت أدرى بكل هذا التيه والشتات والندم والحسرة وشعور الفقد والعار، أنت أدرى بكل قصة اتباع لهواك وما يعقبها من ألم فيك.
هذا الألم ذاك النداء داخلك دليل على شيء جميل داخلك يرنو إلى بيئته التي يتمناها، التي ينتمي إليها، يرنو إلى بيته الأول، الجنة.. فلا تلهك الطرق عنها يا حبيب..
يا حبيب..
هي حقا طريق، لكنك لست الأول والأخير فيها، فاز فيها السابقون فالحق بهم، وسيفوز بها اللاحقون فلا تتأخر عنهم!
يا حبيب..
أما اشتقت لليالي السعود، ليالي أنسك بربك، أما اشتقت لمراقبتك له في حركاتك وسكناتك.
يا حبيب..
اصبر تنل، والموعد الجنة إن شاء الله ربنا.
تعليقات
إرسال تعليق